Last modified: 2024-06-15
Abstract
تسببت الثورة الصناعية التي اجتاحت العالم أجمع في ارتفاع درجات الحرارة العالمية بمقدار 1.2 درجة مئوية بالمقارنة بما كانت عليه قبل هذه الفترة، والذي سيؤدي بدوره إلى موجات جافة وفيضانات، ومن ثم تسارع وتيرة الكوارث الطبيعية، الأمر الذي جعل تغير المناخ إحدى التحديات الكبرى المعاصرة التي تواجه المجتمع الدولي لما لها من تأثيرات واسعة النطاق فاصبحت التغيرات المناخية وآثارها المحتملة هي الشغل الشاغل لجميع دول العالم خلال السنوات الأخيرة، خاصةً مع بروز مؤشرات عدة على حدوث هذه التغيرات المناخية، مثل الجفاف الشديد والمجاعة في بعض الدول ، والأعاصير، وموجات الحر الشديدة التي عانت منها دول أخرى.
وثمة توقعات أن تؤثر التغيرات المناخية على الإنتاج الزراعي، فالزيادة المتوقعة في درجة الحرارة وتغير نمطها الموسمي سيؤدي إلى نقص الإنتاجية الزراعية لبعض المحاصيل، والتأثير كذلك على الثروة الحيوانية، مما يهدد الأمن الغذائي لكثير من الدول.
يهدف هذا المقال إلى دراسة واقع تأثير تغيّر المناخ على الموارد المائية في إقليم كوردستان العراق ، حيث أن هذه المنطقة معرضة للتأثيرات الناجمة عن المناخ على موارد المياه، من خلال تأثير تغير المناخ على هطول الأمطار وإمدادات المياه السطحية والآثار المترتبة على ارتفاع مستوى سطح البحر وزيادة ملوحة المياه الجوفية بسبب ذلك. وفي ضوء ذلك، ان اقليم كوردستان الذي يعاني من الأثار السلبية الناتجة عن ظاهرة التغير المناخي في العالم, كونه يقع ضمن المنطقة الجافة وشبه جافة, يضاف الى ذلك التغير في الهياكل الآقتصادية والتزايد في عدد سكان, كما شهد توسعاً عمرانياً اضافة الى وجود عدد من الصناعات مما يتطلب توفير كميات كبيرة من المياه.هذه العوامل كانت الأساس في الطلب المتزايد على المياه للأستخدامات البشرية والزراعة والصناعة, مما أدى في ظل تلكؤ أدارة الموارد المائية في الاقليم الى نقص حاد في المياه النظيفة المتوفرة, وفي خضم هذه التحديات اكتسب نهردجلة اضافة الى الانهار القصيرة الواردة من ايران اهمية كبيرة كونها المصدر الأساسي للمياه العذبة المتجددة في الاقليم, اذ ينبع نهرا دجلة والفرات من الأراضي التركية وهذا ما اكسبها قدرات أستراتيجية وجيوبولتيكية واجهت بها الاقليم واخذت بالضغط عليه, ومن المحتمل ان يتفاقم النزاع في المنطقة حول توزيع المياه الأمر الذي يؤدى الى حصول نقصاً كبيراً في حصص المياه الواصلة للاقليم, ، لذا لابد من ضرورة التركيز على سياسات ترشيد الاستخدامات الداخلية للمياه، إلى جانب استغلال مياه الأمطار والسيول، استغلال المياه الجوفية، إلى جانب تفعيل الإدارة المتكاملة للموارد المائية ، عبر استغلال تقاسم المنافع فلا سبيل لتجنب الصراعات والأزمات إلا عن طريق تطبيق المدخل التعاوني القائم على الكسب المتبادل لجميع الأطراف.
مفاتیح الکلمات: التغييرات المناخية، الأمن المائي، االهايدرجيوبولتيك، السياسة المائية، الأنهار الدولية، إقليم كوردستان
Published: June 2024
DOI:10.14500/ccergp2022.Gen453
http://dx.doi.org/10.14500/ccergp2022.Gen453