يعد المعلم العنصر الفعال في العملية التعليمية، وقد اختلف دوره كثيرا عما كان عليه سابقا من تلقين وتوصيل للمعلومات للطلاب، بل أصبح المعلم اليوم منظومة متكاملة من المهارات والمعارف والقيم التي تؤثر في جميع المجالات وعلى جميع الفئات من طلاب ومعلمين وإداريين وأولياء أمور والمجتمع ككل، فهو قائد يقود نفسه ويقود الآخرين. يهدف هذا البحث التعرف على واقع الممارسات القيادية لمعلمي المدارس الثانوية بإقليم قناة السويس ومدى تأثر هذه الممارسات بالقيادة الأخلاقية بأبعادها المختلفة: العدالة، النزاهة، المشاركة في السلطة، والاهتمام بالعاملين واحترامهم ودعمهم، فالقيادة الناجحة تتطلب مراعاة البعد الأخلاقي إلى جانب الأبعاد الفنية والإدارية، وهو ما ينعكس أثره على أداء العاملين بالمدرسة خاصة المعلمين وما يقومون به من ممارسات قيادية متنوعة تعمل على تحسين المدرسة في المجالات المختلفة. لذلك، فإن السؤال الرئيس لهذه الدراسة هو: كيف يمكن تحسين الممارسات القيادية لدى معلم المدرسة الثانوية المصرية على ضوء القيادة الأخلاقية؟ علما أن هذه المدارس تعاني من ضعف التمويل والموارد والتهميش مما ينعكس سلبا على التعلم المهني للمعلمين والقادة وأداء معلميها، وسوف تعتمد الدراسة الحالية المنهج الوصفي، وهو من أكثر المناهج البحثية ملائمة مع أهداف الدراسة الحالية، حيث يقوم على مجموعة من الإجراءات البحثية حول الظاهرة، ويعمل على جمع الحقائق والبيانات المتعلقة بها، ووصفها وصفا دقيقا، وتصنيفها ومعالجتها وتحليلها تحليلا دقيقا لاستخلاص دلالتها واكتشاف العلاقات بين عناصرها أو بينها وبين الظواهر التعليمية الأخرى، ومن ثم الوصول إلى نتائج وتوصيات خاصة بموضوع الدراسة.  يتوقع لهذه الدراسة أن تقدم توصيات تهدف إلى تشجيع المعلمين في المدارس الحكومية على المشاركة والقيام بالممارسات القيادية مما يساعد على زيادة فعالية أداء المدرسة وتعلم الطلاب، كما يمكن أن توجه نظر المسؤولين عن التعليم إلى ضرورة الاهتمام بتنمية الممارسات القيادية للمعلم في مدارس التعليم الثانوي من خلال برامج تدريبية تهدف لتحسين الممارسات القيادية لديهم، خاصة في المدارس التي تعاني مشكلات وضعف في الأداء المهني.

الكلمات المفتاحية:

قيادة المعلم، المدرسة الثانوية، مصر، القيادة الأخلاقية